لا يجب على الفنان، أو الكاتب أن يتوقع وأن ينتظر تقدير الناس لأعماله. قدمت أعمال موسيقية لم يستمع إليها أحد. قد تكتب وتصدر مجموعة شعرية ولا يقرأها أكثر من 50 شخصا، لكن واجبك هو الإستمرار في العمل، لأن هذا العمل هو صوتك. إهتمام الآخرين وتقديرهم لك أمر جيد أيضا،
عندما كنت فتاة صغيرة جداً، قال لي الكاتب ويليام بوروز، "عليك بتكوين اسم والحفاظ على نظافته، لا تقتربي من المساومات. تجاهلي أمر النجاح وزيادة أرباحك، دعي إهتمامك ينصب في تقديم عمل جيد، وقومي بالإختيارات الصحيحة، حينها سيكون اسمك الذي بنيتيه هو عملتك الرابحة".
أن تكون فناناً في هذا الوقت، أو أن تكون إنساناً في هذا الوقت أمر صعب جداً. الأمر يتطلب أن تكون بصحة جيدة، أن تكون سعيداً، وان تسعى خلف ما تريد تحقيقه، سواء كان كل ما تريده هو الحصول على أبناء، أو أن تصبح خبازاً، أو أن تعيش في الغابات لتحافظ على البيئة، أو أن تكتب نصوصاً للبرامج البوليسية، لا يهمني ما تريده، المهم هو أن تعرف أحلامك وان تسعى لتحقيقها، وان تفهم بأن الأمور قد لا تكون هينة، فالحياة قاسية، سوف تخسر أناسا تحبهم، سوف ينفطر قلبك، ستكون مريضاً أحياناً، ستعاني من ألم الأسنان، أحياناً ستتضور جوعاً.. لكن في المقابل ستحصل على أجمل التجارب على الإطلاق، مثلاً.. تجربة أن تكون قادراً على النظر إلى السماء، أو أن تنجز عملاً في غاية الروعة، أو أن تجد شخصاً تعشقه، أو أن يكون أولادك هم تجربتك الجميلة في الحياة.. هناك أشياء جميلة، واعلم إذا ضاقت بك السبل فهذا لأن الصعوبات جزء من هذه الحياة. انظر للأمر، إننا نولد ومن ثم نموت، جميعنا يعلم ذلك! لذلك فمن المنطقي أن نواجه أوقات مرحة وأخرى شديدة القسوة، فهي مثل لعبة الإفعوانية، غير ثابتة.
باتي سميث مغنية بانك روك، وشاعرة أميركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق