الأحد، 16 يوليو 2017

[ترجمة] مانفيستو: جمعية لتقطيع أوصال الرجال - فاليري سولاناس (1)



الحياة في أفضل احوالها في هذا المجتمع عبارة عن ضجر مطلق، وكل جانب من جوانب هذا المجتمع لم يبنى من أجل المرأة. كل ما تبقى للنساء صاحبات الفكر، المستقلات والجامحات فعله هو نبذ الحكومات، واقصاء النظام المالي، وتأسيس نظام يستعيض بالآلة بشكل كامل وتدمير الجنس الذكري. فبمقدورنا الآن التكاثر دون مساعدة الذكور (وبشكل أدق، الإناث) وإنتاج الإناث فقط. علينا البدء بهذه العملية بشكل عاجل.

الذكورة حادثة بيولوجية: كروموسوم الذكورة (Y) عبارة عن كروموسوم انوثةX) ) غير مكتمل، هذا كل شيء. مجموعة ناقصة من الكروموزومات. في عبارة أخرى، الذكر عبارة عن انثى غير مكتملة، عبارة عن اجهاض يسير على الأرض، عملية اجهاض حدثت في مرحلة تكون الجينات. الذكورة هي ان تكون عاجزا، محدود العاطفة، الذكورة مرض النقصان، والذكر مشلول عاطفيا. الذكر أناني بشكل كامل، عالق في فخ ذكوريته، عاجز عن التعاطف والتواصل مع غيره. عاجز عن الحب، وتكوين الصداقات، فاقد للحنان. هو كتلة منزوية بشكل كلي، عاجز عن التآلف مع أي أحد. يتعاطى بشكل حسي لا وجداني، وفطنته أداة لخدمة رغباته واحتياجاته. لا يستطيع ان يتعاطف او يتواصل بشكل ذهني. لا شيء يعنيه غير الاحاسيس الجسدية. هو نصف ميت، جسد لا يستجيب للعلاج، لا يعطي ولا يستقبل المرح او السعادة، وبناء على هذا: هو وفي أفضل احواله عبارة عن ضجر صاخب، فرقعة لا تضر، فمن لا يملك القدرة على استيعاب غيره لن يكون فاتنا. الذكر عالق في منطقة تتوسط البشر والقرود، بل هو أسوأ بكثير من القرود، حيث انه وعلى عكس القرود، يحمل مشاعرا سلبية، مثل الكراهية، والغيرة والذل والبغض والذنب والعار والشك وأكثر. الذكر يعلم حقيقته. ومع انه كائن جسدي بالكامل، الا انه غير صالح لمهام الفحولة. وبغض النظر عن الفعالية الميكانيكية التي يتملكها البعض من الرجال، الا انهم أولا: يفتقدون حس الامتاع واللذة، بل ان مشاعر الذنب والخزي والخوف وعدم الأمان تلتهمهم، وهي مشاعر مغروسة في طبيعتهم الذكرية، وكل ما تستطيع تمارين التثقيف الفكري فعله هو تقليل حدتها لا أكثر. ثانيا: المشاعر الجسدية التي يبلغها محدودة ولا تكفي. ثالثا: هو غير متعاطف مع شريكه، مهووس بما يفعله، حيث تتحول العملية الى أداء يشبه سباكة المواسير وانابيب المياه. تشبيه الرجل بالحيوان سيكون بمثابة ثناء له، هو مجرد آلة، قضيب صناعي سائر. يقال ان الرجال يستغلون النساء، ما نوع الاستغلال؟ بالطبع استغلال غير ممتع. الذكر مهووس بعملية الإيلاج، وهو مستعد للسباحة في نهر من المخاط، والغرق حتى انفه في وحل من القيء إذا عرف ان في الضفة الأخرى مهبلا ودودا ينتظره. سيضاجع امرأة يبغضها، أي عفريتة شمطاء بأنياب وأكثر. لماذا؟ لن تكون الإجابة في انه احتاج لتحرير نفسه من التوتر الجسدي، لأن الاستمناء قادر على توفير ذلك النوع من التحرر. ولن تكون الإجابة لإرضاء غروره، فهذا لا يفسر مضاجعته للجثث والأطفال.

كونه انثى غير مكتملة، الذكر يقضي حياته في محاولة لإكمال نفسه، ليصبح أنثى، يسعى باستمرار للتقرب منها وزعمه بامتلاك كل خصائصها مثل قوة العاطفة والاستقلالية، والعزيمة، والديناميكية، والقدرة على اتخاذ القرارات، والهدوء، والعقلانية، والإصرار والمصداقية، والشجاعة، والأمانة، والهمة، والحماسة، وعمق الشخصية، إلخ. ويرمي عليها كل سمات الذكور: التفاهة والغرور، والحقارة، الخ. ولكن لا بد من الاعتراف ان للذكر مهارة مهمة واحدة يتفوق فيها على الانثى وهي: مهارة التحدث مع العامة، حيث استطاع من خلالها ان يقوم بعمل جبار وإقناع الملايين من النساء ان الرجال نساء، وان النساء رجال.

لا تحسد المرأة الرجل على قضيته، بينما الرجل يحسدها على مهبلها. عندما يعترف الرجل بسلبيته ويبدأ بتعريف نفسه كامرأة (أوضح هنا ان الذكور مثل الاناث ايضا، يعتقدون الرجال نساء، والنساء رجال)، ويصبح متحولا فيبدأ بفقدان الرغبة بالايلاج ويقدم نفسه كـ دراغ كوين – Drag queen، ويبتر قضيبه، فما الإيلاج بالنسبة للرجل سوى عملية دفاعية ضد رغبته في ان يصبح انثى. الذكر مسؤول عن:

الحروب:

ردة فعل الذكر الطبيعية تجاه عدم كونه انثى هو حمل "سلاحه الكبير" الخامل، حيث انه قادر على حمله لمرات قليلة ومعدودة ليبرهن للعالم اجمع انه (رجل). ولكونه فاقد للرأفة والعطف، يبدأ عملية اثبات رجولته بتشويه وتعذيب حياة عدد لا نهائي من البشر، ومن بينها حياته نفسها، حياته عديمة الجدوى، حيث يفضل القتال حتى الموت على ان يعيش لخمسون سنة إضافية.

اللطف، الدماثة، والوقار:

يعلم كل رجل في قرارة نفسه انه قطعة براز بلا قيمة. محملا بفطرة بهيمية يخجل منها في اعماقه. لا يود التعبير عن نفسه امام الآخرين بل يخبئ عنهم طبيعته البدنية، وانانيته ومشاعر الكراهية التي يحملها تجاه غيره من الرجال، وأيضا يخبئ نفسه من ذات المشاعر التي يحملها غيره من الرجال تجاهه، فالتركيبة الخشنة لنظامه العصبي تستفزها أصغر صور المشاعر والأحاسيس. الذكر يسعى لفرض تشريع "اجتماعي" يضمن تقبل سطحية تامة لا تتأثر بشعور او رأي مزعج. الذكر يستخدم مصطلحات مثل: المضاجعة، الجماع، علاقة (العلاقات الجنسية بالنسبة للرجال عبارة عن حشو زائد) يكسو نفسه بهذا الثوب الفضفاض من الكلمات المنمقة: مثل شامبانزي في بزة رسمية.  


المال، الزواج، الدعارة، العمل وتعطيل فكرة انشاء مجتمع يعتمد على الآلة:

لا يوجد أي سبب إنساني لوجود المال، أو لأن يعمل أي شخص لأكثر من ساعتين أو ثلاث كل أسبوع. كل الاعمال غير الإبداعية (وهو بالضبط ما نقوم بفعله الآن) كان بمقدورنا ومنذ زمن طويل توكيل الآلة للقيام بها، وستحصل كل امرأة في مجتمع يخلو من المال على ما تريده. لكن هناك أسباب لا إنسانية، أسباب ذكورية للإبقاء على النظام المالي.

هناك تعليق واحد: